الحوثيون يستحدثون سجوناً نسائية عبر "الزينبيات" في مناطق سيطرتهم وسط تحذيرات حقوقية
الحوثيون يستحدثون سجوناً نسائية عبر "الزينبيات" في مناطق سيطرتهم وسط تحذيرات حقوقية
كشفت مصادر أمنية مطّلعة عن تحركات ميدانية نفّذتها مليشيا الحوثي الإرهابية عبر فرق "الزينبيات"، لاستحداث سجون جديدة مخصصة لاحتجاز النساء، ضمن حملة منظمة تستهدف قمع الحريات العامة في المحافظات الواقعة تحت سيطرتها.
استحداث مرافق اعتقال نسائية
وأفادت المصادر وفقاً لما أوردته وكالة "خبر" الأحد، بأن لجنة مكوّنة من عناصر “الزينبيات” -وهي فرقة نسائية أمنية تابعة للمليشيا الحوثية- نفّذت يوم السبت 5 يوليو 2025، جولات ميدانية في عدد من أقسام الشرطة بمناطق مختلفة، بهدف تقييم أوضاع السجون القائمة وتخصيص مرافق جديدة لاحتجاز النساء.
وأوضحت المصادر أنه تم خلال هذه الجولات افتتاح سجون نسائية داخل بعض الأقسام، تتكوّن من عدة مرافق بينها مكتب إداري، صالة، غرفة نوم، وزنزانة ملحقة بحمام داخلي، في خطوة تشير إلى نية الحوثيين تحويل تلك الأقسام إلى مراكز احتجاز دائمة للنساء.
حقوقيون: خطوة تصعيدية تستهدف تقييد النساء
ورأى ناشطون حقوقيون أن هذا التحرك يُمثّل تصعيداً خطِراً في سياسة القمع التي تنتهجها مليشيا الحوثي، حيث يُعد مؤشراً على توسيع دائرة الاعتقال السياسي لتشمل النساء، وسط مخاوف من أن تُستخدم هذه المرافق لأغراض أمنية واستخباراتية خارج إطار القانون.
وأكدوا أن هذه الخطوات تأتي ضمن نهج حوثي ممنهج لتقييد دور المرأة في الحياة العامة، واستغلالها سياسيًا من خلال تجنيد "الزينبيات" في المهام القمعية، بما في ذلك مراقبة النساء، تنفيذ الاعتقالات، والتحقيق داخل السجون.
"الزينبيات".. ذراع قمعية وتدريب خارجي
وتُعد "الزينبيات" واحدة من أبرز الأذرع القمعية النسائية التي أنشأتها الجماعة الحوثية منذ انقلابها على الشرعية، حيث تلقّت عضواتها تدريبات أمنية واستخباراتية على أيدي خبراء من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني، وفق تقارير موثقة.
وتستخدم المليشيا هذه الفرق في مداهمات منازل الناشطات والمعارضات، وتفتيش النساء في الفعاليات والمساجد والمؤسسات العامة، إضافة إلى إدارة السجون النسائية، في انتهاك صارخ لحقوق الإنسان، وخصوصاً حقوق النساء التي تحميها المعاهدات الدولية.
تأسست فرقة "الزينبيات" أواخر عام 2014 بعد اجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء، وتُعد الذراع النسائية الأمنية للمليشيا، حيث تقوم بمهام ترتبط بالمراقبة، القمع، والتجنيد الإجباري، وقد وثّقت منظمات حقوقية دولية عدة انتهاكات ارتكبتها هذه الفرقة ضد نساء يمنيات، من ضمنها الاعتقال بدون مسوغ قانوني، والتعذيب النفسي والجسدي، والتشهير الإعلامي، في ظل غياب أي رقابة قضائية مستقلة داخل مناطق سيطرة الحوثيين.